والمراد به ـ كما قيل ـ : وسوسة الشيطان للانسان عند تفكّره في أمر الخلقة. وقد استفاضت الأخبار في العفو عنه.
ففي صحيحة جميل بن درّاج قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : «إنّه يقع في قلبي أمر عظيم ، فقال عليهالسلام : قل : لا إله إلّا الله. قال جميل : فكلّما وقع في قلبي شيء قلت لا إله إلّا الله فذهب عني».
وفي رواية حمران عن أبي عبد الله عليهالسلام ، عن الوسوسة
______________________________________________________
(والمراد به كما قيل : وسوسة الشيطان للإنسان عند تفكّره في أمر الخلقة) بأن يتفكر في انّه هل له خالق أو لا؟ وإذا كان له خالق فكيف يمكن أن يكون خالق لا جسم له ، ولا صورة ، ولا عرض ، ولا جوهر ، ولا ما أشبه ذلك؟ وإذا كان كذلك فمن هو خالق الخالق؟ واذا كان للخالق خالق فمن هو خالق ذلك الخالق؟ وهكذا.
والمفهوم من النبوي : انه كان حراما في الامم السابقة ، ومعنى حرمته عليهم : هو الامتداد في التفكير فيه وذلك فيما إذا كان امتداده بيد الانسان وباختياره ، وأما نفس الالقاء في القلب بدون الاختيار فليس بمحرم حتى عليهم (وقد استفاضت الأخبار في العفو عنه) وعدم المؤاخذة عليه ان تعمده أحد من هذه الامة ، واما ان لم يتعمده فواضح انه لا حرمة فيه (ففي صحيحة جميل بن دراج قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّه يقع في قلبي أمر عظيم؟ فقال عليهالسلام : قل لا إله إلّا الله ، قال جميل : فكلما وقع في قلبي شيء قلت : لا إله إلا الله فذهب عني) (١) ومن المعلوم : انّ المراد بالأمر العظيم أمثال ما ذكرناه.
(وفي رواية حمران عن أبي عبد الله عليهالسلام) انّه سأله (عن الوسوسة
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٢٤ ح ٢.