قال ابن أبي عمير ؛ فحدّث ذلك عبد الرحمن بن الحجّاج ، فقال : حدّثني أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إنّما عنى بقوله «محض الايمان» خوفه أن يكون قد هلك حيث عرض في قلبه ذلك».
وفي رواية أخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «والذي بعثني بالحقّ إنّ هذا لصريح الايمان ، فاذا وجدتموه فقولوا : آمنّا بالله ورسوله ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله».
______________________________________________________
لأنه يقال : (قال ابن أبي عمير : فحدّث) أيضا (ذلك) الحديث الذي حدثه محمّد بن مسلم (عبد الرحمن بن الحجّاج فقال) بعد نقله للحديث المتقدّم : (حدّثني أبي عن أبي عبد الله عليهالسلام : انّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّما عنى بقوله) ذلك : («محض الايمان» خوفه) أي : خوف الرجل (أن يكون قد هلك حيث عرض في قلبه ذلك) (١) فانّ من يخاف الهلاك لا يكون إلّا مؤمنا ، إذا غير المؤمن لا يعتقد بهلاكه بسبب مثل هذا التفكير ـ كما هو واضح ـ.
(وفي رواية اخرى عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعد ان سئل عن الوسوسة انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : (والّذي بعثني بالحقّ إنّ هذا لصريح الايمان ، فاذا وجدتموه) أي : مثل هذا التفكير في النفس (فقولوا : آمنّا بالله ورسوله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله) (٢).
ولعلّ المستفاد من اختلاف الروايات فيما يقوله الذي يجد في نفسه الوسوسة : انّه يصح التخلص بكلّ ما يؤدّي ذلك ، كأن يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أو يقول : الله أعبد وحده لا شريك له ، أو يقول : لا شريك لك
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٢٥ ح ٤ (بالمعنى).
(٢) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٤٢٥ ح ٤.