والتصديق بنبوّته وصدقه ، فلا يعتبر في ذلك الاعتقاد بعصمته ، أعني كونه معصوما بالملكة من أول عمره إلى آخره.
قال في المقاصد العليّة : «ويمكن اعتبار ذلك ، لأنّ الغرض المقصود من الرسالة لا يتمّ إلّا به ، فتنتفي الفائدة التي باعتبارها وجب إرسال الرسل ، وهو ظاهر بعض كتب العقائد المصدّرة بأنّ
______________________________________________________
وإن كان لا يعرف انّه ابن عمرو ، أو أخو خالد.
(والتصديق بنبوّته) ورسالته ، لوضوح : ان النبوّة غير الرسالة ، فالرسالة أخص من النبوة (وصدقه) والظاهر : انّ صدقه تكرار وتأكيد ، لأنّ التصديق بالنبوّة والرسالة ، معناه : التصديق بصدقه (فلا يعتبر في ذلك) أي : في التصديق بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم زيادة عليه من (الاعتقاد بعصمته ، أعني كونه معصوما بالملكة من أوّل عمره الى آخره).
والفرق بين الملكة وعدمها : انّه من الممكن انّ لا يأتي الانسان بمعصية إطلاقا ، لكن لا عن ملكة العصمة والحفظ ، وان يصدق في جميع أموره ، لكن ليس له ملكة الصّدق ، وهكذا في سائر الملكات والأفعال فقوله : «بالملكة» لبيان ما ذكرناه وان العصمة إنّما هي ناشئة عن الملكة.
وحيث رأى المصنّف إمكان أن يثقل على السامع ما ذكره : من عدم لزوم الاعتقاد بالعصمة ، استشهد بقول الشهيد الثاني حيث (قال في المقاصد العليّة : ويمكن اعتبار ذلك) أي لزوم الاعتقاد بالعصمة (لأنّ الغرض المقصود من الرّسالة لا يتمّ إلّا به) أي : بكونه معصوما (فتنتفي الفائدة التي باعتبارها) أي : باعتبار تلك الفائدة (وجب إرسال الرّسل) لو لا العصمة.
(وهو) أي : لزوم الاعتقاد بالعصمة (ظاهر بعض كتب العقائد المصدرة : بأنّ