وأمّا التديّن بسائر الضروريّات ، ففي اشتراطه أو كفاية عدم إنكارها أو عدم اشتراطه أيضا ، فلا يضرّ إنكارها إلّا مع العلم بكونها من الدّين وجوه ، أقواها الأخير ، ثمّ الأوسط.
وما استقربناه فيما ما يعتبر في الايمان وجدته بعد ذلك في كلام محكيّ عن المحقّق الورع الأردبيليّ في شرح الإرشاد.
ثمّ الكلام إلى هنا في تمييز القسم الثاني ، وهو ما لا يجب الاعتقاد به إلّا بعد حصول العلم به عن القسم الأول ، وهو ما يجب الاعتقاد به مطلقا ،
______________________________________________________
أحد من العلماء ممّا يدل على كفاية مثل هذا الاعتقاد.
(وأمّا التّديّن بسائر الضّروريّات ، ففي اشتراطه) في الايمان (أو كفاية عدم إنكارها ، أو عدم اشتراطه أيضا) فانّه حتى إذا أنكرها بلا علم بأنّها من الدين ، لم يكن ضارا بايمانه ، كما قال : ـ (فلا يضرّ إنكارها إلّا مع العلم بكونها من الدّين ، وجوه) ثلاثة : (أقواها : الأخير ، ثم الأوسط) وإنّما كان الأقوى الأخير ، للأصل ، والسيرة ، وبعض الروايات المتقدمة.
هذا (وما استقربناه فيما يعتبر في الايمان ، وجدته بعد ذلك) أي : بعد ان كتبت هذه الامور هنا (في كلام محكي عن المحقّق الورع : الأردبيلي ، في شرح الارشاد) (١) ممّا يؤيد ما ذكرناه ، فانّه قدسسره على شدّة تقواه وورعه إذا رأى ذلك كانت رؤيته تلك مؤيدة لما استفدناه من الآيات ، والأخبار ، والاجماع ، والسيرة.
(ثمّ الكلام الى هنا في تمييز القسم الثاني ، وهو : ما لا يجب الاعتقاد به الّا بعد حصول العلم به ، عن القسم الأوّل ، وهو : ما يجب الاعتقاد به مطلقا ،
__________________
(١) ـ مجمع الفائدة والبرهان في شرح ارشاد الأذهان : ج ٣ ص ٢٢٠.