وخير من ركوب الأهوال».
ومنها : موثّقة حمزة بن الطيّار : «إنّه عرض على أبي عبد الله عليهالسلام بعض خطب أبيه عليهالسلام ، حتّى إذا بلغ موضعا منها ، قال له : كفّ واسكت ، ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام : إنّه لا يسعكم فيما نزل عليكم ممّا لا تعلمون إلّا الكفّ عنه والتّثبّت
______________________________________________________
الدنيوي في الطرق البرية والبحرية ، وخير من الضلال الديني في الطرق الشرعيّة (وخير من ركوب الأهوال) (١) والتعرض للمخاوف والأخطار والوقوع فيها ، ومن المعلوم : إنّ الوقوف عن مثل هذا الطريق واجب وليس مستحبا وأفضل.
(ومنها) أي : من جملة الأخبار الدالة على لزوم الاحتياط ووجوب التوقف مما استدل به الأخباريون (: موثقة حمزة بن الطيّار : انّه) أي انّ حمزة (عرض على أبي عبد الله) الصادق (عليهالسلام بعض خطب أبيه) الباقر (عليهالسلام) ليرى صحة النسبة من سقمها ، فأخذ يقرأها عليه (حتى اذا بلغ موضعا منها ، قال له : كفّ واسكت) ولعله كان لأجل ان تلك القطعة التي أراد حمزة قراءتها لم تكن صحيحة النسبة الى الامام الباقر عليهالسلام.
(ثمّ قال أبو عبد الله عليهالسلام انّه لا يسعكم) أي : لا يحق لكم (فيما نزل عليكم مما لا تعلمون) : أي : في قضية نزلت بكم لا تعلمون ما هو حكمها أو صحتها من سقمها ، فلا يسعكم (الّا الكفّ عنه) أي : التوقف فيه (والتثبّت) أي : الفحص
__________________
(١) ـ نهج البلاغة : الكتاب ٣١ ، تحف العقول : ص ٦٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٦٠ ب ١٢ ح ٣٣٤٨٤ (بالمعنى).