احدهما :
انّا نعلم إجمالا قبل مراجعة الأدلّة الشرعيّة بمحرّمات كثيرة يجب ـ بمقتضى قوله تعالى : (وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ونحوه ، ـ الخروج عن عهدة تركها
______________________________________________________
(أحدهما) : قاعدة الاشتغال وذلك (انا نعلم اجمالا) بالضرورة (قبل مراجعة الأدلّة الشرعيّة : بمحرّمات كثيرة) فان كلّ مسلم يعرف : انّ في الشرع محرمات كثيرة (يجب بمقتضى قوله تعالى : (وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) (١) ونحوه) من الآيات والأخبار والعقل (الخروج عن عهدة تركها) وذلك بأن يترك جميع تلك المحرمات.
هذا ، ولعله كان من الأولى أن لا يذكر المصنّف الآية المباركة ضمن الدليل ، لوضوح : ان الدليل المركب من العقل والشرع لا يسمّى عقليا كما لا يسمّى شرعيا ايضا ، بل هو مركب منهما ، كما انّ الباب المركب من الحديد والخشب لا يسمى باحدهما خاصة.
وقد ذكرنا في بعض الشروح السابقة أن قول المشهور : ان النتيجة تتبع أخسّ المقدمتين غير دقيق ، اذ النتيجة تابعة لكلتا المقدمتين ، فلا تختص بالمقدمة الأخس ولا بالمقدمة الأرفع ، بل هي بينهما.
مثلا : اذا كان البناء الحديدي يبقى عشر سنوات والبناء الخشبي يبقى أربع سنوات ، فاذا ركب البناء منهما على التساوي ، بأن يكون كلّ من الحديد والخشب فيه نصفا ، يبقى سبع سنوات ، اذ لا وجه لان تكون النتيجة تابعة لهذا وحده أو لذاك وحده.
__________________
(١) ـ سورة الحشر : الآية ٧.