الخامس :
______________________________________________________
أما الدليل في الثواب على الانقياد ، فهو التحسين عقلا الملازم للتحسين شرعا ، لقاعدة الملازمة وتحسين الشرع هو ثوابه ، قال سبحانه : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) (١) مضافا الى مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما الأعمال بالنيّات» (٢) وما أشبه ذلك ، ممّا هو كثير في الأحاديث الكريمة.
التنبيه (الخامس) : لا يخفى : انّه لو كان أصلان في شيئين أحدهما في الموضوع والآخر في الحكم ، قدّم الأصل الموضوعي على الأصل الحكمي ، ولا يبقى مجال للأصل الحكمي أصلا ، فاذا كان هناك ماء لا نعلم بانّه طاهر أو نجس وغسلنا به ثوبا نجسا ، فهناك أصلان : الأول : الأصل الجاري في الماء وهو الطهارة ، لفرض : انّه كان سابقا طاهرا ، فنجري استصحاب الطهارة فيه.
الثاني : الأصل الجاري في الثوب وهو بقائه على النجاسة.
لكن اذا أجرينا الأصل الموضوعي في الماء ثبت كون الماء طاهرا ، ومن المعلوم : انّ الماء الطاهر يطهّر النجس ، فلا يبقى مجال للشك في طهارة الثوب حتى يمكن التمسك في الثوب ، باستصحاب بقاء نجاسته ، وهذا ما يصطلحون
__________________
(١) ـ سورة يونس : الآية ٢٦.
(٢) ـ تهذيب الأحكام : ج ١ ص ٨٣ ب ٤ ح ٦٧ وج ٤ ص ١٨٦ ب ١ ح ٢ ، وسائل الشيعة : ج ١ ص ٤٨ ب ٥ ح ٨٩ وج ٦ ص ٥ ب ١ ح ٧١٩٧ وح ٧١٩٨ وج ١٠ ص ١٣ ب ٢ ح ١٢٧١٣ ، مستدرك الوسائل : ج ١ ص ٩٠ ب ٥ ح ٥٨.