السادس :
حكي عن بعض الاخباريين كلام لا يخلو إيراده عن فائدة وهو :
«أنه هل يجوّز أحد أن يقف عبد من عباد الله تعالى ، فيقال له : بما كنت تعمل في الأحكام الشرعيّة. فيقول : كنت أعمل بقول المعصوم وأقتفي أثره وما ثبت من المعلوم. فان اشتبه عليّ شيء عملت بالاحتياط. فيزلّ قدم هذا العبد عن الصراط ويقابل بالاهانة والاحباط فيؤمر به إلى النار ويحرم مرافقة الأبرار. هيهات هيهات أن يكون أهل التسامح والتساهل
______________________________________________________
التنبيه (السادس : حكي عن بعض الأخباريّين) وهو السيد نعمة الله الجزائري رحمهالله (كلام لا يخلو ايراده عن فائدة) لأنّه تعرّض لنقد البراءة التي يقول بها الاصوليون (وهو انّه هل يجوّز أحد) من العقلاء (أن يقف) في القيامة للحساب (عبد من عباد الله تعالى ، فيقال له : بما كنت تعمل في الأحكام الشرعية؟ فيقول : كنت أعمل بقول المعصوم واقتفي أثره) أي : اتّبع ما وصل اليّ من قول المعصوم أو فعله أو تقريره.
(و) كنت أعمل بكل (ما ثبت من المعلوم) فانّ بعض الاشياء بيّن رشده كأكل لحم الشاة فارتكبه ، وبعضها بيّن غيّه كأكل لحم الخنزير فأجتنبه ، وبعضها مشتبه (فان اشتبه عليّ شيء) كشرب التتن ودعاء الهلال ـ مثلا ـ (عملت بالاحتياط) في هذا المشتبه ، ومع ذلك (فيزلّ قدم هذا العبد عن الصراط ويقابل بالاهانة والاحباط) لعمله (فيؤمر به الى النار ويحرم مرافقة الأبرار).
كلا لا يكون هكذا (هيهات هيهات أن يكون أهل التسامح والتساهل