المنقسم حلال ، فيكون لحم الحمار حلالا حتّى تعرف حرمته».
وجه الفساد : أنّ وجود القسمين في اللحم ليس منشأ لاشتباه لحم الحمار ولا دخل له في هذا الحكم أصلا ، ولا في تحقق الموضوع ،
______________________________________________________
المنقسم : حلال ، فيكون لحم الحمار حلالا حتى تعرف حرمته) (١) فتتركه.
(وجه الفساد) لكلام النراقي هو : (ان) قوله عليهالسلام في الخبر المتقدم : فيه حلال وحرام ، إنما هو بيان لسبب الشبهة ، و (وجود القسمين في اللحم ليس منشأ لاشتباه لحم الحمار) فانّ القسمين لو كانا معا حلالا أو كانا معا حراما لشككنا أيضا في لحم الحمار.
وإنّما نشك في لحم الحمار ، لفقد النصّ ، أو لإهماله ، أو لتعارضه ، فلا تشمل الرواية مثل لحم الحمار (ولا دخل له) أي : لوجود القسمين (في هذا الحكم) بحلية لحم الحمار (أصلا). فانّ من الواضح : ان حلية الغنم وحرمة الخنزير ، لا يؤثران في حكم الشرع بحلية لحم الحمار (ولا) دخل لهذين القسمين (في تحقق الموضوع) للحكم بالحلية ، إذ موضوع الحكم بالحلّية هو : الشك الناشئ ، من فقدان النص ، أو اهمال النّص ، أو تعارض النصين وليس هو وجود القسمين في الشيء.
لكن ربّما يقال : انّ في كلام المصنّف نظر ، فانّ لوجود القسمين دخل في الشك في القسم الثالث ، فانّه إذا علمنا انّ للشارع في الطيور حلالا وحراما ، وعرفنا الحلال في الحمام ، والحرام في الطاوس ، ولم نعرف قسما ثالثا فشككنا في انّه من أي منهما كان له دخل ، فهو كما إذا علمنا بأنّ للشارع في لحم الغنم
__________________
(١) ـ مناهج الاحكام للنراقي : ص ٢١٤ ، بحر الفوائد : ح ٢ ص ٢٢.