هذا كلّه ، مضافا إلى أنّ الظاهر من قوله عليهالسلام : «حتّى تعرف الحرام منه» ، معرفة ذلك الحرام الذي فرض وجوده في الشيء ، ومعلوم أنّ معرفة لحم الخنزير وحرمته لا يكون غاية لحلّيّة لحم الحمار.
______________________________________________________
وهو : التدخين بالبنفسج ، لأنّه نافع لبعض الأمراض ، وقسم مشكوك فيه وهو : التدخين بالتتن.
وعليه : فلو أغمضنا النظر عن أصل الاشكال الذي ذكرناه على النراقي ، فلا ينبغي الفرق بين التتن ولحم الحمار ، وفي شمول الرواية لهما ، كما لا حاجة في إدخال التتن في حكم الاباحة بما ذكره من الاجماع المركب.
(هذا كلّه) هو أول الاشكالين على النراقي ، حيث أشرنا إليه بقولنا : وجه الفساد : ان وجود القسمين في اللحم ليس منشأ لاشتباه لحم الحمار ، وهناك إشكال آخر على النراقي أشار إليه المصنّف بقوله :
(مضافا إلى انّ الظاهر من قوله عليهالسلام : «حتّى تعرف الحرام منه» : معرفة ذلك الحرام الذي فرض وجوده في الشيء) فانّ المصنّف استظهر من الرواية : انّ هذا اللحم حلال حتى تعرف انّه غير مذكى ، فهناك لحمان : مذكى وميتة ، الأوّل : حلال ، والثاني : حرام ، والثالث : لا يعرف انّه حلال أو حرام ، فيحكم بحليته حتى يعرف انّه من الميتة الذي هو القسم الحرام من القسمين.
وعليه : فاذا شك الانسان في لحم ، فهو له حلال حتى يعرف انّه داخل في القسم الثاني الذي هو الميتة ، وليس كذلك لحم الحمار ، فانّه لا يكون له حلالا حتى يعرف انّه لحم الخنزير ، لانه واضح (ومعلوم انّ معرفة لحم الخنزير وحرمته لا يكون غاية لحلّية لحم الحمار) فانّه لا يعقل أن يقال اللحم الذي فيه حلال كالغنم ، وحرام كالخنزير ، هو لك حلال عند الشك في لحم الحمار حتى تعرف