وكذا لو دار بين الوجوب والكراهة ، ولو دار بين الوجوب والاستحباب لم يحتج إليها ، والله العالم.
المسألة الثالثة :
فيما اشتبه حكمه الشرعيّ من جهة تعارض النصّين
وهنا مقامات ،
______________________________________________________
لأجل ان الله سبحانه يحب أن يؤخذ برخصه كما يحب أن يؤخذ بعزائمه ، أيضا فيه ثواب ، فيشمله أخبار «من بلغ».
(وكذا لو دار بين الوجوب والكراهة) لما عرفت : من انّه لا ثواب في الكراهة فلا يكون مصداقا لمن بلغه ثواب على عمل ، وحيث قد ذكرنا الكلام حول دوران الأمر بين الوجوب والكراهة هناك لا حاجة إلى تكراره.
هذا (ولو دار بين الوجوب والاستحباب لم يحتج إليها) أي : إلى أخبار «من بلغ» في حصول الثواب ، وذلك لوجود الثواب في اطاعة مثل هذا الأمر اما من جهة الوجوب واما من جهة الاستحباب ، لانّ الطلب متيقن وإن شك في كون الطلب على نحو المنع عن النقيض أو على نحو لا يمنع عن النقيض (والله العالم) بحقائق الأحكام.
(المسألة الثالثة : في ما اشتبه حكمه الشرعي من جهة تعارض النصّين) : نص يقول بالوجوب ، ونص يقول بعدم الوجوب ، لأن كلامنا في الشبهة الحكمية الوجوبية (وهنا مقامات) من الكلام : مثل انه هل يجب عند تعارض النصّين التوقف والاحتياط ، أو لا يجب؟ ومثل انه هل الاصل الموافق لاحد المتعارضين