والترغيب في تحصيل ما وعد الله عباده المنقادين المعدودين بمنزلة المطيعين.
وإن كان الثابت بهذه الأخبار خصوص الثواب البالغ كما هو ظاهر بعضها فهو ، وإن كان مغايرا لحكم العقل باستحقاق أصل الثواب على هذا العمل ، بناء على أنّ العقل لا يحكم باستحقاق ذلك
______________________________________________________
لتأييد حكم العقل (والترغيب في تحصيل ما وعد الله عباده المنقادين المعدودين بمنزلة المطيعين) فانّ الانقياد نوع من الاطاعة ـ عقلا ـ وقوله «المعدودين» ، صفة لقوله : «المنقادين».
الى هنا تمّ الكلام عن قوله سابقا : «فان كان الثابت في هذه الأخبار أصل الثواب ...» ثم عطف على ذلك قوله : (وان كان الثابت بهذه الأخبار) أي : أخبار «من بلغ» (خصوص الثواب البالغ) يعني : انّ الذي يطلب قول النبي يعطى الثواب الذي بلغه بخصوصه ، فاذا بلغه : «انّ من سرّح لحيته» (١) ـ مثلا ـ كان له قصر في الجنّة ثبت له خصوص القصر ، لا أصل ثواب الانقياد (كما هو ظاهر بعضها) فأنّ بعض هذه الأخبار تقول : كان له من الثواب ما بلغه ، يعني : إذا سرّح لحيته فانّه يعطى قصرا ، لا انّه يعطى ثوابا في الجملة.
إذن : (فهو) أي : هذا الثواب الخاص وهو القصر (وان كان مغايرا لحكم العقل باستحقاق أصل الثواب على هذا العمل) لانّ العقل يدل على أصل الثواب لا على خصوصية القصر ، وأخبار «من بلغ» تدلّ على خصوصية القصر ، وذلك (بناء على انّ العقل) يحكم باستحقاق أصل الثواب ، وانّه (لا يحكم باستحقاق ذلك
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٦ ص ٤٨٩ ح ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٢٨ ح ٣٢١ ، وسائل الشيعة : ج ٢ ص ١٢٦ ب ٧٦ ح ١٦٩ ، بحار الانوار : ج ٧٦ ص ١١٧ ب ١٥ ح ٤.