الثواب المسموع الداعي إلى الفعل ، بل قد يناقش في تسمية ما يستحقّه هذا العامل لمجرّد احتمال الأمر ثوابا وإن كان نوعا من الجزاء والعوض ، إلّا أنّ مدلول هذه الأخبار إخبار عن تفضّل الله سبحانه على العامل بالثواب المسموع ، وهو أيضا ليس لازما لأمر شرعيّ هو الموجب لهذا الثواب ،
______________________________________________________
الثواب المسموع الداعي الى الفعل) الذي هو القصر في مثالنا.
(بل قد يناقش في تسمية ما يستحقه هذا العامل لمجرّد احتمال الأمر : ثوابا) لأنّ الثواب هو العوض عن العمل الذي قرره الشارع في الواقع ، كالثواب على الصلاة والصوم ، والحج ، والزكاة ؛ وغيرها ، وهنا لم يقرر الشّارع تسريح اللحية في الواقع ، وانّما اشتبه الراوي او تعمّد الخطأ ، فما يعطيه الشارع لتسريح اللحية هو نوع من جزاء الانقياد ، لا انّه ثواب كما قال : (وان كان) ما يعطيه الشارع بالنسبة الى من بلغ (نوعا من الجزاء والعوض) لتعب هذا الانسان طلبا لقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وعلى أي حال : فالثواب الخاص في «من بلغ» وان لم يكن مؤكدا لحكم العقل لأنّ العقل لا يدل على الثواب الخاص (الّا أنّ مدلول هذه الأخبار) أي : أخبار «من بلغ» (إخبار عن تفضل الله سبحانه على العامل) لأن العطاء في هذه الصورة تفضل محض ، فالله تعالى يتفضّل (بالثواب المسموع) وهو القصر ـ مثلا ـ على تسريح اللحية.
(و) عليه : فانّ هذا الثواب الخاص (هو ايضا) كأصل الثواب (ليس لازما لأمر شرعي هو الموجب لهذا الثواب) أي : كما انّ استحقاق أصل الثواب لا يحتاج الى أمر مولوي بالاحتياط ، وانّما يكون الأمر إرشادا الى حكم العقل ، كذلك استحقاق الثواب البالغ وهو القصر لا يحتاج الى الأمر المولوي ، فلا يدل الثواب الخاص