أن يقيس ما نحن فيه بما ورد من الثواب على نيّة الخير ، لا على ما ورد من الثواب في بيان المستحبّات.
ثمّ إنّ الثمرة بين ما ذكرنا وبين الاستحباب الشرعيّ تظهر في ترتّب الآثار المترتبة على المستحبّات الشرعيّة ، مثل ارتفاع الحدث المترتّب على الوضوء المأمور به شرعا ،
______________________________________________________
للاستحباب (أن يقيس ما نحن فيه بما ورد من الثواب على نية الخير) اذ وعد الثواب عليها وعد بالثواب على الطاعة الحكمية ، كما في أخبار «من بلغ» فلا يكشف عن وجود أمر مولوي ، فانّ نية الخير كطلب قول النبي مثاب عليها من جهة الطاعة الحكمية لا من جهة الطاعة الحقيقية.
(لا) انّه يقيس ما نحن فيه (على ما ورد من الثواب في بيان المستحبات) التي لا أمر صريح بها مثل قوله : «من سرّح لحيته فله قصر في الجنة» (١) وغيره من الأمثلة ؛ فتحصل : انّه لا يمكن استفادة الاستحباب من أصل الثواب ، كما لا يمكن استفادة الاستحباب من خصوصية الثواب.
(ثمّ انّ الثمرة بين ما ذكرنا) : من وجود الأمر الارشادي بسبب أخبار «من بلغ» لا الأمر المولوي (وبين الاستحباب الشرعي) الذي يقول به المشهور حيث يقولون بدلالة أخبار «من بلغ» على استحباب محتمل الوجوب ـ مثلا ـ الثمرة (تظهر في ترتب الآثار المترتبة على المستحبات الشرعيّة).
فعلى قولنا لا تترتب الآثار لكن على قول المشهور تترتب الآثار (مثل : ارتفاع الحدث المترتّب على الوضوء المأمور به شرعا) فانّه إذا كان أمر بالوضوء ترتب
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٦ ص ٤٨٩ ح ١٠ ، من لا يحضره الفقيه : ج ١ ص ١٢٨ ح ٣٢١ ، وسائل الشيعة : ج ٢ ص ١٢٦ ب ٧٦ ح ١٦٩ ، بحار الانوار : ج ٧٦ ص ١١٧ ب ١٥ ح ٤.