فظهر من ذلك انّ مسئلة إجمال النص إنّما يغاير المسألة السابقة ، أعني عدم النصّ فيما فرض خطاب مجمل متوجه الى المكلّف ، إمّا لكونه حاضرا عند صدور الخطاب ، وإمّا للقول باشتراك الغائبين مع الحاضرين في الخطاب ،
______________________________________________________
وعليه : (فظهر من ذلك) التحقيق الذي ذكرناه فيما تقدّم : (انّ مسئلة إجمال النص) على صور ثلاث :
الاولى : صورة اجمال الخطاب للحاضر ، وهو يستلزم ان يكون مجملا للغائب ايضا.
الثانية : صورة اجمال الخطاب للغائب دون الحاضر مع الحكم باشتراك الخطاب بين الغائب والحاضر.
الثالثة : صورة اجمال الخطاب للغائب وعدم اجماله للحاضر مع الحكم بعدم اشتراك الخطاب بين الغائب والحاضر.
ولا يخفى : إنّ المراد في هذه المسألة من إجمال النصّ : الصورتان الأوليان ، وأمّا الصورة الثانية ، فهي في الحقيقة داخلة في مسئلة عدم النص.
والى هذا المعنى أشار المصنّف حيث قال : انّ مسئلة اجمال النص (انّما يغاير المسألة السابقة ، اعني : عدم النصّ فيما فرض خطاب مجمل متوجه الى المكلّف) وذلك يكون في الصورتين الأوليين فقط على ما سبق :
الصورة الاولى : (اما لكونه حاضرا عند صدور الخطاب) وكان نفس الخطاب مجملا ، فلا يستفيد منه حتى الحاضر شيئا.
الصورة الثانية : (وإما للقول باشتراك الغائبين مع الحاضرين في الخطاب) مع ان الخطاب مبيّن للحاضرين ومجمل للغائبين.