ولو لم يصادف لم يستحق عقابا من جهة مخالفة الأمر به ، نعم ، قد يقال باستحقاقه العقاب من جهة التجرّي ، وتمام الكلام فيه قد تقدّم.
الرابع :
لو انكشف مطابقة ما أتى به للواقع قبل فعل الباقي أجزأ عنها ، لانّه صلّى الصلاة الواقعية قاصدا للتقرّب بها الى الله
______________________________________________________
حيث لم تصادف الواقع ، لم توجب له ثوابا يدفع عقاب ترك المحتمل الاخير الذي صادف تركه ترك الواجب الواقعي (ولو) ترك كل الاحتمالات الّا أحدها ، واتفق ان الذي أتى به قد صادف الواقع ، فانه حيث (لم يصادف) ما تركه من بقية الاحتمالات ترك الواقع (لم يستحق عقابا من جهة مخالفة الأمر به) اي : بالاحتياط ، لفرض انّه اتى بما يجب عليه ولم يخالف الواقع ، فان المتروك كان غير الواقع.
(نعم ، قد يقال باستحقاقه العقاب من جهة التجرّي) لانّ تكليفه العقلي كان الاتيان بكل الأطراف ، وهو لم يأت الّا بأحدها ، فتركه لسائر الاطراف يكون تجريا على المولى.
هذا (وتمام الكلام فيه) اي : في التجري (قد تقدّم) في بحث القطع حيث ذكرنا هناك : ان التجري ليس بمحرّم ، وانّما يكشف عن خبث نية الفاعل ، فله قبح فاعلي وليس له قبح فعلي.
التنبيه (الرابع :) في بيان كفاية ما أتي به من المحتملات لو انكشف مطابقته للواقع ، قال : (لو انكشف مطابقة ما اتى به للواقع قبل فعل الباقي) كما لو صلّى الى جهة وبعد الصلاة انكشف انّ صلاته التي أتى بها كانت باتجاه القبلة (أجزأ عنها) اي : عن الصلوات الأخر (لانّه صلّى الصلاة الواقعية قاصدا للتقرّب بها الى الله)