توقّف جزئيّة شيء لها على ملاحظته معها واعتبارها مع هذا الشيء أمرا واحدا ، فمعنى جزئية السورة للصلاة ملاحظة السورة مع باقي الأجزاء شيئا واحدا ، وهذا معنى اختراع الماهيات وكونها مجعولة.
فالجعل والاختراع فيها من حيث التصوّر والملاحظة ، لا من حيث الحكم
______________________________________________________
مثلا : ورق النقد الذي يجمع الألوان المختلفة : من الأخضر والأحمر والأصفر بكيفية خاصة ، ليست امورا واقعية تؤثر في قيمة الورق الذي يسمى دينارا ـ مثلا ـ بازاء الأشياء العينية الخارجية ، وإنّما هي مجرد اعتبار ، فيصح للمعتبر أن يجعل مكان الأخضر الأزرق ، ومكان الأحمر البنفسجي ، ومكان الأصفر الأبيض ، وهكذا ، كما يصح للشارع أن يجعل مكان القراءة الدعاء ، ومكان الركوع السجود ، ومكان التشهد السلام ، وهكذا.
وعليه : فانه حيث كانت المركبات الاعتبارية بالجعل فقد (توقّف جزئيّة شيء لها) أي : لتلك المركبات (على ملاحظته) أي : ملاحظة ذلك الشيء (معها واعتبارها) أي تلك الأجزاء (مع هذا الشيء أمرا واحدا ، فمعنى جزئية السورة للصلاة : ملاحظة السورة مع باقي الأجزاء شيئا واحدا ، وهذا معنى اختراع الماهيات وكونها مجعولة).
إذن : (فالجعل والاختراع فيها) أي : في المركبات الاعتبارية إنما هو (من حيث التصوّر والملاحظة ، لا من حيث) جعل (الحكم) فان الشارع لا يقول ـ مثلا ـ : جعلت التكبيرة جزء الصلاة ، وإنما تكون التكبيرة جزءا باعتبار أمره بهذا المركب الخاص.
إذن : فجعل المركب إنّما هو عبارة عن اعتبار الوحدة بين امور لا ربط بينها ،