والحاصل : أنّ المناقشة في ظهور الرواية من اعوجاج الطريقة في فهم الخطابات العرفيّة.
______________________________________________________
والزكاة والكفارات وسائر الواجبات يؤتى بها بقدر المستطاع ، فما يبقى على وجوبه من الواجبات بعد تعذّر بعض الأجزاء والشرائط أكثر مما يسقط منها لتعذر بعض الأجزاء والشرائط إلّا في مثل الصوم فانه على الأغلب لا يبعّض في غير ذي العطاش ، ومن يفطر عند الغروب تقية ، وما أشبه ذلك.
(والحاصل : إنّ المناقشة في ظهور الرواية) في المعنى المشهور (من اعوجاج الطريقة في فهم الخطابات العرفيّة) والمحاورات المتداولة عند أهل اللسان.
ثم انه إذا قلنا : بان «ما استطعتم» أعمّ من الزماني والاجزائي ، شمل الحديث كليهما ، فيكون المعنى : ائتوا بالحج قدر الاستطاعة الزمانية وقدر الاستطاعة الاجزائية.
لا يقال : إنّ الحج لا يجب على الانسان كل عام حتى يجب الاتيان به قدر الاستطاعة الزمانية.
لانّه يقال : الحج على جميع المسلمين من حيث المجموع واجب كل عام ، إذ يجب ان لا يترك الحج في عام من الأعوام ـ كما ذكره الفقهاء ـ حتى انه إذا لم يكن في بعض الأعوام مستطيع ، وجب على الوالي إرسال جماعة من المسلمين على نفقة بيت المال إلى «الحج» حتى لا تبقى تلك المشاهد المكرمة خالية عن الحاج والزائرين (١).
__________________
(١) ـ وقد ذكر الشارح بعض اقتراحاته لتطوير مناسك هذا الركن الاساسي من أركان الاسلام في كتابه «لكي يستوعب الحج عشرة ملايين» وكتابه «الحج بين الأمس واليوم والغد» وكتابه «ليحج خمسون مليونا كلّ عام».