المسألة الثالثة :
في ذكر الزيادة سهوا التي تقدح عمدا وإلّا فما لا يقدح عمدا فسهوها أولى بعدم القدح والكلام هنا كما في النقص نسيانا ، لأنّ مرجعه إلى الاخلال بالشرط
______________________________________________________
(المسألة الثالثة : في ذكر الزيادة سهوا) وقد تقدّم من المصنّف ذكر الزيادة العمدية وذكر أحكامها المترتبة على أقسامها الثلاثة ، التي هي عبارة عن انه : قد يأتي بالزائد بقصد كونه جزءا مستقلا ، وقد يأتي بالزائد بقصد كون الزائد والمزيد عليه جزءا واحدا ، وقد يأتي بالزائد بدلا عن المزيد عليه امّا اقتراحا أو لايقاع الأوّل فاسدا.
هذا ، والآن حيث قد فرغ منها شرع في بيان قسم آخر من الزيادة وهي الزيادة السهوية (التي تقدح) ان صدرت (عمدا) فاذا كانت الزيادة عمدها قادحا ، فهل إذا وقعت سهوا تقدح أم لا؟.
(وإلّا فما لا يقدح عمدا فسهوها أولى بعدم القدح) فاذا أتى بقل هو الله أحد ـ مثلا ـ في الركوع ، أو في حال التشهد ، أو ما أشبه ذلك ، فزيادة قل هو الله أحد عمدا لا تضر ، حيث ان القرآن في الصلاة غير ضار ، فاذا أتى بها سهوا فهي بعدم القدح أولى.
(والكلام هنا) أي : في الزيادة سهوا يكون (كما في النقص نسيانا) فانه كما إذا نقص من المركب جزءا نسيانا بطل المركب لانه لم يأت بالمركب المطلوب ، كذلك يكون إذا زاد في المركب جزءا نسيانا فانه لم يأت بالمركب المطلوب.
وإنّما يكون الكلام في الزيادة كالكلام في النقص (لأنّ مرجعه) أي : مرجع الاتيان بالزيادة نسيانا (إلى الاخلال بالشرط) أي : شرط عدم الزيادة اخلالا