الخامس :
______________________________________________________
(الخامس) في بيان ما يتوقف به الاستصحاب ، فإن للاستصحاب ركنين هما : اليقين والشك ، ولهما شروط خاصة بهما ، بتوفرها يتحقق الاستصحاب المصطلح ، ويحترز عن مثل قاعدة اليقين ، والاستصحاب القهقري.
أما شروط اليقين في الاستصحاب فهي : سبقه على الشك ، وإحراز وجوده ولو بعد زمان وجوده ، وذلك كما إذا لم يلتفت اليه زمان وجوده ، بل التفت اليه بعد ذلك ، وبعبارة أخرى : لا يشترط في إحراز اليقين الفعلية.
وأما شروط الشك في الاستصحاب : فهي : لحوقه على اليقين ، والالتفات اليه زمان وجوده فلا يكفي احراز وجود الشك بعد زمان وجوده ، وبعبارة أخرى : يشترط في إحراز الشك الفعلية.
ومن بيان شروط اليقين والشك ، المقوّمان للاستصحاب ، ظهر حال أمور ثلاثة :
الأوّل : الاستصحاب وهو كما عرفت : عبارة عن اليقين السابق والشك اللاحق في بقاء ذلك اليقين السابق.
الثاني : قاعدة اليقين وهو على ما يأتي : عبارة من اليقين السابق والشك في نفس ذلك اليقين السابق ويسمّى بالشك الساري أيضا ، لأن الشك يسري الى اليقين ويزلزله في موضعه ، وذلك كما إذا تيقن يوم الجمعة بأن زيدا عادل ، ثم شك يوم السبت في منشأ يقينه وانه هل كان عن مدرك صحيح أم لا بحيث يتزلزل يقينه في موضعه؟.
الثالث : الاستصحاب القهقري : وهو عبارة عن اليقين اللاحق والشك السابق :