الثالث : الأخبار المستفيضة
منها : صحيحة زرارة ، ولا يضرّها الاضمار
«قال : قلت له : الرّجل ينام وهو على وضوء ، أيوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء؟.
قال : يا زرارة!ّ قد تنام العين ولا ينام القلب والاذن ، فإذا نامت العين والاذن
______________________________________________________
(الثالث) من وجوه استدلالنا على ما ذكره المحقق من حجية الاستصحاب بالنسبة الى الشك في الرافع : (الأخبار المستفيضة) الواردة في الفقه والتي (منها : صحيحة زرارة ، ولا يضرّها الاضمار) ومعنى الاضمار هو : عدم تعيين المروي عنه ، فإن عدم التعيين لا يضر هنا بالصحيحة ، لأنّ مثل زرارة لا يروي عن غير الإمام عليهالسلام.
وعليه : فإن زرارة («قال : قلت له : الرّجل ينام) ومراده انه يشرف على النوم وذلك من قبيل قوله تعالى : (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) (١) فإن الانسان لا يرد في الماء وإنّما يشرف على الماء ، فإذا هاجمه النوم (وهو على وضوء ، أيوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء؟).
يقال : خفق برأسه إذا انحنى عن وضعه الطبيعي من غير اختيار بسبب شدة نعاسه ، وقد كان شبهة السائل هو دخول النعاس في مفهوم النوم ، فسأل هل هذا نوم حتى يكون ناقضا للوضوء ، أو ليس بنوم حتى لا يكون ناقضا.
(قال : يا زرارة!ّ قد تنام العين ولا ينام القلب والاذن ، فإذا نامت العين والاذن
__________________
(١) ـ سورة القصص : الآية ٢٣.