ففيه : أولا ، أنّا لا نعلم بقاء الأغلب في زمان الشك ، وثانيا : لا ينفع بقاء الأغلب في إلحاق المشكوك للعلم بعدم الرابط بينها وعدم استناد البقاء فيها الى جامع ، كما لا يخفى.
بل البقاء في كلّ واحد منها مستند الى ما هو مفقود في غيره.
نعم ، بعضها مشترك في مناط البقاء.
______________________________________________________
غلبة جنسها للبقاء حتى يشمل جميع أفراد الجنس (ففيه) ما يلي :
(أولا : أنّا لا نعلم بقاء الأغلب في زمان الشك) فإن بقاء الأغلب هو بنفسه مما يحتاج الى الاثبات.
(وثانيا : لا ينفع بقاء الأغلب في إلحاق المشكوك) به حتى نقول إن الأغلب لما كان باقيا ، فهذا المشكوك أيضا باق ، وذلك (للعلم بعدم الرابط بينها) فإنا نعلم بأنه لا ربط بين بقاء الأغلب الى زمان الشك ، وبقاء هذا الفرد الذي نريد استصحابه (وعدم استناد البقاء فيها الى جامع ، كما لا يخفى).
وعليه : فإن الحاق شيء بالأغلب يحتاج : إما الى رابط بين الأغلب وبين هذا الشيء المراد استصحابه ، وإمّا الى جامع بين الأغلب وبين هذا الشيء المراد استصحابه ، وكل من الرابط والجامع مفقود ، فمن أين يحكم على هذا الشيء المراد استصحابه بما هو حكم الأغلب : من البقاء الى زمان الشك؟.
(بل البقاء في كلّ واحد منها) أي : من الموجودات (مستند الى ما هو مفقود في غيره) فبقاء الحديد ـ مثلا ـ مستند الى علة خاصة ، مفقودة تلك العلة في بقاء الخشب ـ مثلا ـ وبقاء الخشب أيضا مستند الى علة خاصة ، مفقودة تلك العلة في غير الخشب ، وهكذا.
(نعم ، بعضها مشترك في مناط البقاء) مثل اشتراك بقاء النور وبقاء الحرارة