المقام الثاني
في
الاستصحاب
وهو لغة : أخذ الشيء مصاحبا ،
______________________________________________________
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدّين ... وبعد :
المقام الثاني في الاستصحاب
تقدّم في أول أصل البراءة : أنّ تمام الكلام في الاصول الأربعة يحصل باشباعه في مقامين :
المقام الأوّل : في حكم الشك في الحكم الواقعي من دون ملاحظة الحالة السابقة الراجع الى الأصول الثلاثة : من البراءة ، والاحتياط ، والتخيير.
المقام الثاني : في حكم الشك في الحكم الواقعي بملاحظة الحالة السابقة الراجع الى الاستصحاب.
(وهو) أي : الاستصحاب (لغة : أخذ الشيء مصاحبا) ، لكن الظاهر : أنّ الاستصحاب لغة هو : «طلب الصحبة» ، إذ الأصل في الاستفعال ذلك ، يقال : «استخراج» بمعنى : «طلب الخروج».
ومنه قوله سبحانه : (اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ) (١) وذلك من باب تهيئة مقدمات الاجابة فهو طلب أيضا ، فكأنّ الانسان يطلب الاجابة من نفسه بتوفير مقدمات
__________________
(١) ـ سورة الشورى : الآية ٤٧.