وبذلك يتفاوت الحال ، إذ قد يختلف افراد الكلّي في قابلية الامتداد ومقداره ، فالاستصحاب حينئذ ينصرف إلى أقلّها استعدادا للامتداد.
ثم ذكر حكاية تمسّك بعض أهل الكتاب لاثبات نبوّة نبيّه بالاستصحاب ، وردّ بعض معاصريه له بما لم يرتضيه الكتابيّ ، ثم ردّه بما ادّعى ابتنائه على ما ذكره : من ملاحظة مقدار القابلية ،
______________________________________________________
(وبذلك يتفاوت الحال) من حيث جريان الاستصحاب وعدمه ، فيجري في الجزئي دون الكلي ، لاختلاف افراد الكلي كما قال : (إذ قد يختلف افراد الكلّي في قابلية الامتداد ومقداره) أي : مقدار الامتداد ، فان الحيوان لو كان عصفورا يقبل الامتداد إلى سنة ـ مثلا ـ وان كان غرابا فإلى مائة سنة.
إذن : (فالاستصحاب حينئذ) أي : حين التردّد بين ما هو قابل للامتداد الكثير ، وبين ما لا يقبل إلّا الامتداد القليل (ينصرف إلى أقلّها) أي : أقل افراد الكلي (استعدادا للامتداد) وهو في مثال الحيوان المردّد بين الغراب والعصفور سنة ، فيستصحب إلى سنة فقط لا إلى مائة سنة.
(ثم ذكر) المحقق القمي (حكاية تمسّك بعض أهل الكتاب لاثبات نبوّة نبيّه) أي : امتداد أحكام النبوة ، فلم تكن منسوخة بنبوة نبي الاسلام ، وذلك (بالاستصحاب ، و) ذكر (ردّ بعض معاصريه) أي : معاصري المحقق القمي وهو السيد باقر القزويني قدسسره حسب ما في بحر الفوائد (له) أي : للاستصحاب (بما لم يرتضيه الكتابيّ) وسيأتي تفضيل حجة الكتابي وردها في الأمر التاسع إن شاء الله تعالى.
(ثم ردّه) أي : ردّ المحقق القمي استصحاب الكتابي (بما ادّعى ابتنائه على ما ذكره : من ملاحظة مقدار القابلية) فقال : انه لا مجال لاستصحاب أحكام النبوة ،