ثم أوضح ذلك بمثال ، وهو :
أنّا إذا علمنا أنّ في الدار حيوانا ، لكن لا نعلم أنّه أيّ نوع هو ، من الطيور أو البهائم أو الحشار أو الديدان ، ثم غبنا عن ذلك مدّة ، فلا يمكن لنا الحكم ببقائه في مدة يعيش فيها أطول الحيوان عمرا.
فاذا احتمل كون الحيوان الخاص في البيت عصفورا أو فأرة أو دودة قزّ ، فكيف يحكم بسبب العلم بالقدر المشترك باستصحابها إلى حصول زمان ظنّ بقاء أطول الحيوانات عمرا.
______________________________________________________
لأنّا لا نعلم هل في مثل هذه النبوة اقتضاء البقاء إلى زماننا فيكون كالغراب في المثال ، أم لا ، فيكون كالعصفور؟ وما كان من هذا القبيل لا يصح استصحابه ، لأن الثابت لنبيّه هو النبوة في الجملة ، لا النبوّة الممتدة حتى بعد مجيء نبي الاسلام صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(ثم أوضح) المحقق القمي كلامه (ذلك بمثال : وهو أنّا إذا علمنا أنّ في الدار حيوانا ، لكن لا نعلم أنّه أيّ نوع هو ، من الطيور أو البهائم أو الحشار) وحشار جمع حشرة مثل الذباب والبعوض وما أشبه ذلك (أو الديدان ، ثم غبنا عن ذلك مدّة ، فلا يمكن لنا الحكم ببقائه) أي : بقاء كلي الحيوان (في مدة يعيش فيها أطول الحيوان عمرا) لاحتمالنا ان الحيوان الذي وجد كان من أقل الحيوانات عمرا.
وعليه : (فإذا احتمل كون الحيوان الخاص في البيت عصفورا أو فأرة أو دودة قزّ ، فكيف يحكم بسبب العلم بالقدر المشترك) بين هذه الحيوانات مع تفاوت افرادها طولا وقصرا (باستصحابها إلى حصول زمان ظنّ بقاء أطول) هذه (الحيوانات عمرا) في البيت؟ إذ قد يكون فيها الأقصر وهو منتف قطعا.