ويندفع بأنّ نفس وجوده غير مشكوك في زمان ، وأمّا وجوده في زمان الآخر ، فليس مسبوقا بالعدم.
ثم إنّه يظهر من الأصحاب هنا قولان آخران :
أحدهما : جريان هذا الأصل في طرف مجهول التاريخ ،
______________________________________________________
الأصل في معلوم التاريخ كما يجري في مجهول التاريخ ، تعارض الأصلان وتساقطا ، فيكون حال المعلوم تاريخ أحدهما ، حال مجهولي التاريخ.
(ويندفع) هذا التوهم (بأنّ نفس وجوده) أي : وجود معلوم التاريخ بنفسه لا بالنظر إلى زمان الآخر (غير مشكوك في زمان) حتى يستصحب عدمه ، إذ هو قبل التاريخ المعلوم معدوم يقينا ، وبعده موجود يقينا.
(وأمّا وجوده) أي : وجود معلوم التاريخ لا بنفسه ، بل بالنظر إلى وجوده (في زمان الآخر ، فليس مسبوقا بالعدم) حتى يقال : ان وجود معلوم التاريخ في زمان الآخر لم يكن في السابق ، فلا يكون في الحال أيضا ، فانه لم يكن هناك زمان كان مجهول التاريخ موجودا ومعلوم التاريخ معدوما ، حتى يقال : الأصل عدم وجوده في زمان الآخر فيستصحب.
وعليه : فقد تبيّن إلى هنا : انه لو كان تاريخ أحدهما معلوما وتاريخ الآخر مجهولا ، فانه يستصحب عدم مجهول التاريخ فقط ولا يستصحب عدم معلوم التاريخ ، فبطل قول من قال بأن كليهما يستصحبان ، كما في مجهولي التاريخ.
(ثم إنّه يظهر من الأصحاب هنا) أي : في الفرع الثاني وهو : ما إذا كان أحدهما معلوم التاريخ والآخر مجهول التاريخ (قولان آخران :) يدوران بين افراط ، وتفريط ، أشار المصنّف إلى الأوّل منهما بقوله :
(أحدهما : جريان هذا الأصل) أي : الاستصحاب (في طرف مجهول التاريخ ،