إذ لا بيّنة له ممّن لا ينكره المسلمون سوى ذلك ، فافهم.
الأمر العاشر :
إنّ الدليل الدالّ على الحكم في الزمان السابق ، إمّا أن يكون مبيّنا لثبوت الحكم في الزمان الثاني ، كقوله : «أكرم العلماء في كلّ زمان» وكقوله : «لا تهن فقيرا» ، حيث انّ النهي للدوام ؛
______________________________________________________
من البينة اعتراف الإمام عليهالسلام نفسه ، لأنه كما قال : (إذ لا بيّنة له) أي : للجاثليق بينة اصطلاحية بأن يقيم شاهدين عادلين (ممّن لا ينكره المسلمون سوى ذلك) أي سوى اعتراف الإمام عليهالسلام نفسه وسائر المسلمين بنبوة نبيهم.
(فافهم) إشكال من المصنّف على ما قاله قبل قليل من قوله : إلّا ان يريد الجاثليق ، لأن الظاهر من كلام الجاثليق هو : ان يأت الإمام عليهالسلام ببينة ممن يقبله النصارى ، وان يأت هو أيضا ببينة يقبله الإمام عليهالسلام والمسلمون ، لا ان المراد ببينة الجاثليق اعتراف الإمام عليهالسلام وسائر المسلمين.
(الأمر العاشر) : في بيان عموم العام واستصحاب المخصص ، اعلم (إنّ الدليل الدالّ على الحكم في الزمان السابق) على ثلاثة أقسام :
الأوّل : وله شقان : (إمّا أن يكون مبيّنا لثبوت الحكم في الزمان الثاني) تصريحا (كقوله : «أكرم العلماء في كلّ زمان») أو أكرم العلماء دائما ، أو وأكرم العلماء طول عمرك ، وغيره ممّا يدل على الدوام في كل الأزمنة تصريحا (و) إما التزاما (كقوله : «لا تهن فقيرا» ، حيث انّ النهي للدوام) إذ هو لطلب ترك الطبيعة ، والطبيعة سارية في الزمان الأوّل والزمان الثاني وسائر الأزمنة.