ثمّ لو فرضنا أنّه يلزم من الحسن ترتيب الآثار ومن القبيح عدم الترتيب ، كالمعاملة المردّدة بين ربويّة وغيرها ، لم يلزم من الحمل على الحسن بمقتضى تلك الاخبار الحكم بترتّب الآثار ، لأنّ مفادها الحكم بصفة
______________________________________________________
لكن الظاهر عدم تمامية هذا الوجه الذي ذكره المصنّف بقوله : «خصوصا اذا كان المشكوك فعل غير المؤمن» لانه ، كما قد تقدّم : ان الحمل على الصحيح لا فرق فيه بين الاخوّة الاسلامية والاخوّة الايمانية ، بل يحمل فعل الكافر على الصحيح ايضا ، وذلك امّا باعتبار كونه أخا نوعيا ، كما قال عليهالسلام : «أو نظير لك في الخلق» (١) واما باعتبار كونه اخا اجتماعيا ، كما قال سبحانه : (وَإِخْوانُ لُوطٍ) (٢) وقال سبحانه : (وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً) (٣) وامّا باعتبار السيرة القائمة من زمان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الى هذا اليوم من التعامل مع الكفار.
(ثمّ لو فرضنا أنّه يلزم من الحسن) الشرعي الذي جاء في قوله عليهالسلام : «ضع أمر أخيك على احسنه» (٤) (ترتيب الآثار) الشرعية على الاقوال والافعال (ومن القبيح) الذي هو خلاف الحسن (عدم الترتيب) للآثار الشرعية عليها (كالمعاملة المردّدة بين ربويّة وغيرها) فانه (لم يلزم من الحمل على الحسن بمقتضى تلك الاخبار) المتقدّمة (الحكم بترتّب الآثار).
وإنّما لم يلزم منه ذلك ، لانه لا تلازم بين الحسن والصحة ـ على ما عرفت ـ وذلك (لأنّ مفادها) اي : مفاد تلك الأخبار (الحكم بصفة
__________________
(١) ـ تحف العقول : ص ١٢٧ ، بحار الانوار : ج ٣٣ ص ٦٠٠ ب ٣٠ ح ٧٤٤ ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد : ج ١٧ ص ٣٢ ح ٥٣.
(٢) ـ سورة ق : الآية ١٣.
(٣) ـ سورة الاعراف : الآية ٧٣ ، سورة هود : الآية ٦١ ، سورة النمل : الآية ٤٥.
(٤) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٦٢ ح ٣ ، وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٣٠٢ ب ١٦١ ح ١٦٣٦١ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ١٣ ص ١٠.