فالظاهر الحمل لجريان الأدلّة بل يمكن جريان الحمل على الصحة في اعتقاده ، فيحمل على كونه مطابقا لاعتقاد الحامل ، لأنّه الصحيح.
وإن كان عالما بجهله بالحال وعدم علمه بالصحيح والفاسد ، ففيه ايضا الاشكال
______________________________________________________
هل هو مطابق لاعتقاده أو مخالف له؟ (فالظاهر الحمل) لفعل الفاعل في هذه الصورة على الصحة ، وذلك (لجريان الأدلّة) فان أدلة الحمل على الصحة تشمل هذه الصورة ، لان اغلب موارد الشك في الصحة من هذا القبيل ، فاذا لم يرتب الحامل الصحة في هذه الصورة على فعل الفاعل لزم منه اختلال النظام ، مضافا الى ان السيرة في هذه الصورة جارية على حمل فعل الفاعل على الصحة.
(بل يمكن جريان الحمل على الصحة) هنا لا في فعل الفاعل فحسب ، بل (في اعتقاده) ايضا ، فكما ان فعل الفاعل الخارجي ، المشكوك الصحة والفساد يجري فيه الحمل على الصحة ، كذلك اعتقاده القلبي المشكوك الصحة والفساد (فيحمل) الحامل (على كونه) أي : اعتقاد الفاعل (مطابقا لاعتقاد الحامل ، لأنّه الصحيح) باعتقاد الحامل ، فيكون حاصل الصورة الثالثة هو : الحمل على الصحة فعلا واعتقادا بمعنى ان يقول الحامل : ان فعل الفاعل واعتقاد الفاعل كلاهما مطابقان لاعتقادي.
وأمّا الصورة الرابعة وحكمها ، فهو ما اشار اليه المصنّف بقوله : (وإن كان) أي : الحامل (عالما بجهله بالحال) أي : عالما بأن الفاعل جاهل بالمسألة (وعدم علمه) أي : وعالما بعدم علم الفاعل (بالصحيح والفاسد) ومع ذلك عمل عملا ، ولم نعلم هل انه اتى به صحيحا أو باطلا؟ كما اذا علمنا بانه لا يعلم بوجوب الوضوء عليه وصلّى ، فهل يصح لنا ان نأتم به ام لا؟ (ففيه ايضا الاشكال