في الظهور المجازي بإرادة المعنى الحقيقي ، فلا عرف له وجها ؛ لأن ظهور اللفظ في المعنى المجازي إن كان مستندا إلى قرينة لفظيّة ، فظهوره مستند إلى الوضع ، وإن استند إلى حال أو قرينة منفصلة قطعية
______________________________________________________
في الظهور المجازي بإرادة المعنى الحقيقي) وذلك بأن نحمل الأسد في الكلام الثاني الذي هو رأيت أسدا يرمي أيضا على المفترس ونطرح ظهوره في الرجل الشجاع الناشئ هذا الظهور عن القرينة وهو يرمي ، ذلك ونحمل يرمي على غير معناه المتعارف من رمي النبل بل نحمله على رمي الحجر.
قال المصنّف : انّهم إن أرادوا ذلك (فلا عرف له وجها) إذ لا دليل على أنّ أسد أظهر في معناه الحقيقي ، من يرمي في معناه الحقيقي ، وذلك (لأنّ ظهور اللفظ في المعنى المجازي) قد يستند إلى امور تالية :
أوّلا : (إن كان مستندا إلى قرينة لفظيّة) كما في مثال رأيت أسدا يرمي (فظهوره مستند إلى الوضع) أيضا ، لأنّه كما وضع أسد على الحيوان المفترس ، فكذلك وضع يرمي على رمي النبل.
ثانيا : (وان استند) أي : ظهور اللفظ في المعنى المجازي (إلى حال) بأن لم يكن هنالك لفظ يدلّ على المعنى المجازي وإنّما الحال يدلّ عليه ، كما إذا قال : «اغتسل للجمعة» في عداد ذكر مستحبّات يوم الجمعة من دعاء وثناء ، وصلاة وزيارة ، فانّ «اغتسل للجمعة» وحده ظاهر في الوجوب بالوضع ، لكنّه مع قرينة السياق وهي قرينة حالية ظاهر في الاستحباب ، حيث انّه جاء في سياق ذكر مستحبّات يوم الجمعة ، والقرينة الحالية أيضا كالوضع في قوّة الظهور.
ثالثا : (أو) استند ظهور اللفظ في المجاز إلى (قرينة منفصلة قطعيّة) من إجماع أو عقل أو ما أشبه ذلك كما إذا قال مرّة : «اغتسل للجمعة» فقط ، ثمّ قال