أيضا : لا تكرم النحويين ، كانت النسبة على هذا بينه وبين العامّ ـ بعد إخراج الفسّاق ـ عموما من وجه.
ولا أظنّ يلتزم بذلك فيما إذا كان الخاصّان دليلين لفظيين ، إذ لا وجه لسبق ملاحظة العامّ مع أحدهما على ملاحظته مع الآخر ، وإنّما يتوهّم ذلك في العامّ المخصّص بالاجماع أو العقل ، لزعم أنّ المخصّص المذكور يكون كالمتّصل ،
______________________________________________________
أيضا) دليل لفظي آخر يقول : (لا تكرم النحويين ، كانت النسبة على هذا) أي : على رأي المحقّق النراقي (بينه) أي : بين الخاص اللفظي الذي هو : لا تكرم النحويين (وبين العام) الذي هو : أكرم العلماء (بعد إخراج الفسّاق) من أكرم العلماء (عموما من وجه) أي : يكون هكذا : أكرم العلماء العدول ، ولا تكرم النحويين ، فمادّة الافتراق من جانب أكرم العلماء العدول ، هو : العالم العادل غير النحوي ، ومن جهة لا تكرم النحويين ، هو : النحوي الفاسق ، فيجتمعان في النحوي العادل.
قال المصنّف : (ولا أظنّ) إنّ المحقّق النراقي (يلتزم بذلك) أي : بما يؤدّي إلى انقلاب النسبة (فيما إذا كان الخاصّان دليلين لفظيين) لا أن يكون أحدهما دليلا لبّيا والآخر دليلا لفظيا (إذ لا وجه لسبق ملاحظة العام مع أحدهما) أي : مع أحد الخاصّين (على ملاحظته مع) الخاصّ (الآخر ، وإنّما يتوهّم ذلك) الذي يؤدّي إلى انقلاب النسبة (في العام المخصّص بالاجماع أو العقل) ممّا يكون المخصّص دليلا لبّيا فقط.
وإنّما كان توهّمه ذلك في الدليل اللبّي فقط (لزعم أن المخصّص المذكور) وهو الخاص اللبّي (يكون كالمتّصل) أي : كالخاص المتّصل بالعام ، وإذا كان