مرجّحات الرواية من الجهات الأخر
وحيث فرغنا عن بعض الكلام في المرجّحات من حيث الدلالة التي هي مقدّمة على غيرها ، فلنشرع في مرجّحات الرواية من الجهات الأخر ، فنقول ومن الله التوفيق للاهتداء : قد عرفت : «أنّ الترجيح : إمّا من حيث الصدور ، بمعنى جعل صدور أحد الخبرين أقرب من صدور غيره ، بحيث لو دار الأمر بين الحكم بصدوره وصدور غيره لحكمنا بصدوره ، ومورد هذا المرجّح قد يكون في السند ، كأعدليّة الراوي ، وقد يكون في المتن ، ككونه أفصح.
______________________________________________________
هذا (وحيث فرغنا عن بعض الكلام في المرجّحات من حيث الدلالة التي هي مقدّمة) في الرتبة (على غيرها) أي : على المرجّحات من حيث الصدور والسند (فلنشرع في مرجّحات الرواية من الجهات الأخر ، فنقول ومن الله التوفيق للاهتداء) إلى سواء الطريق : (قد عرفت : أنّ الترجيح) غير الدلالي يتمّ عبر حيثيّات ثلاث :
أوّلا : (إمّا من حيث الصدور) لكن لا بمعنى أنّ الراجح صادق والمرجوح كاذب ، لأنّه لو كان من هذا الباب لم يكن المرجوح حجّة ، بل (بمعنى جعل صدور أحد الخبرين أقرب من صدور غيره) المعارض له (بحيث لو دار الأمر بين الحكم بصدوره) أي : صدور هذا الراجح (وصدور غيره) المعارض له (لحكمنا بصدوره) أي : صدور هذا الراجح وعدم صدور معارضه (ومورد هذا المرجّح قد يكون في السند ، كأعدليّة الراوي) فانّ سند هذا الراجح مقدّم على سند المرجوح (وقد يكون في المتن ، ككونه أفصح) وذلك لما ذكرناه سابقا : من أنّ كلام الأئمّة عليهالسلام أفصح الكلام وأبلغه.