على ما صرّح به في رواية الأرجائي المتقدّمة ، وأصرح منها ما حكي عن أبي حنيفة من قوله : خالفت جعفرا في كلّ ما يقول ، إلّا أنّي لا أدري أنّه يغمض عينيه في الركوع والسجود أو يفتحهما ،
______________________________________________________
وعليه : فالتأمّل في القرائن يرفع استبعاد غلبة الباطل على أحكامهم وأقوالهم ويؤيّد ندرة الحقّ فيها ، ومن تلك القرائن الدالّة على ذلك هو : ما تقدّم في بعض الروايات التي سبقت ، وقد أشار المصنّف إلى ذلك بقوله : (على ما صرّح به في رواية الأرجاني (١) المتقدّمة) التي ذكرت مخالفة العامّة لعلي عليهالسلام في كلّ ما كان يفتيهم به.
(وأصرح منها ما حكي عن أبي حنيفة من قوله : خالفت جعفرا في كلّ ما يقول ، إلّا انّي لا أدري انّه يغمض عينيه في الركوع أو السجود أو يفتحهما) (٢) ولذلك كان ـ على ما قيل ـ : يفتح إحدى عينه ويغمض الاخرى فيهما ، حتّى يكون قد خالفه على كلّ حال ، وهذا ممّا يدلّ على كثرة مخالفتهم للحقّ ، وغلبة الباطل على أحكامهم وأقوالهم.
لا يقال : انّا لا نجد اليوم في كتبهم غلبة المخالفة لنا.
لأنّه يقال : هناك فرق بين ذلك الزمان ، الذي لم يكن ينقّح فيه مذهبهم الفقهي ، بسبب الجمع بين المتفرّقات وإخراج جملة من الخرافات منها ، وبين هذا الزمان الذي تمّ فيه كلّ ذلك ، كما لا يخفى على من راجع كتبهم السابقة واللاحقة ، حيث يرى انّ علماءهم المتأخّرين عن زمن أئمّة أهل البيت عليهمالسلام قد أخرجوا كثيرا من الأقوال الباطلة ، كما انّ علماء حديثهم قد أخرجوا كثيرا من الروايات الخرافية
__________________
(١) ـ علل الشرائع : ص ٥٣١ ح ١ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١١٦ ب ٩ ح ٣٣٣٥٧.
(٢) ـ مفتاح الكرامة : ج ٣ ص ٣٩٣.