أمّا لو قلنا بأنّ الوجه في ذلك كون المخالف أقرب إلى الحقّ ، وأبعد من الباطل ، كما يدل عليه جملة من الأخبار ، فهي من المرجّحات المضمونيّة ، وسيجيء حالها مع غيرها.
المقام الثالث
في المرجّحات الخارجيّة
وقد أشرنا إلى أنّها على قسمين :
______________________________________________________
كون المخالف للعامّة أقرب إلى الحقّ ، وأبعد من الباطل ، و (امّا لو قلنا بأنّ الوجه في ذلك) أي : في الترجيح بمخالفة العامّة هو : (كون المخالف أقرب إلى الحقّ ، وأبعد من الباطل ، كما يدلّ عليه جملة من الأخبار ، فهي) أي : المخالفة للعامّة حينئذ (من المرجّحات المضمونية) والمرجّح المضموني مقدّم على المرجّح الصدوري لا على جهة الصدور (وسيجيء حالها) أي : حال المرجّحات المضمونية (مع غيرها) من المرجّحات الصدورية ، وجهة الصدور ، ان شاء الله تعالى.
وحيث قد عرفت ترتيب المرجّحات من تقدّم الدلالية ، ثمّ الصدورية ، ثمّ جهة الصدور ، نشرع في الكلام في (المقام الثالث) الذي هو (في المرجّحات الخارجية) وذلك بعد أن كان المقام الأوّل في المرجّحات الدلالية ، والمقام الثاني في المرجّحات الداخلية لكن من حيث الصدور وجهة الصدور فقط وقد بحث المصنّف المقامين بلا ترتيب وعنوان ، وبقي الكلام في المرجّحات الداخلية من حيث المضمون مثل : النقل باللفظ ، والفصاحة ، وما أشبه ذلك ، فانّه يعرف حالها من البحث هنا في المقام الثالث المعدّ لبحث المرجّح الخارجي الذي هو مرجّح مضموني أيضا (وقد أشرنا إلى أنّها) أي : المرجّحات الخارجية (على قسمين)