إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الوصائل إلى الرسائل [ ج ١٥ ]

419/424
*

خاتمة الكتاب

هذا ، وقد انتهى الكتاب ، وفي بلاد الاسلام اعظم كارثة ، لم يشهد مثلها تاريخ الاسلام الغابر ، فان اعظم كوارث المسلمين كان في ايام المغول الشرقيين ، وايام الصلبيين الغربييين ، لكن كل واحد من هذين الزلزالين كان خاصا بنصف عالم الاسلام ، بينما الزلزال الحاضر يعم كل بلاد الاسلام ، مثلا :

في لبنان الحرب قائمة على قدم وساق ، منذ خمس عشرة سنة ، يقتل الكل الكل ، الشيعة الشيعة ، والسنة السنة ، والمسيحي المسيحي ، وسائر الطوائف بعضهم بعضا ، وكل طائفة اخرى.

والغريب في الامر : ان كل شيء يشتري بالمال الا السلاح ، فانه بالمجان لكل من يريد قتل اخيه كما ان غير القتل من ويلات الحرب ايضا متوفر.

وفي افغانستان : الحرب منذ عشر سنوات بما لا تبقي ولا نذر ، بين الحكومة المزروعة من قبل الشرق الملحد وبين المسلمين ، وكذلك بين المسلمين بعضهم مع بعض.

وقد خلفت الحرب العراقية ضد ايران التي دامت ثمان سنوات ، بما قدر خسائرها بعض الاحصاءات باكثر من ثلاثة ملايين بين قتيل وجريح واسير ، ولا زالت آثار الدمار ملموسة في كلا البلدين ، كما ولا زال ثمة اسراء لم يتم تبادلهم بعد من مجموع اكثر من مائة الف اسير.

وهكذا الحرب قائمة بين البلدان الاربع الاسلامية ، مصر وسوريا ولبنان والاردن من ناحية وبين اسرائيل الغاصبة لفلسطين من ناحية اخرى ، زهاء خمسة عقود من الزمن.