فهذه معنى الهداية التي أوحى بها الله الى كائنات الطبيعة معناها أعطى النبات حساسية اتجاه الاشعة الشمسية فجعله يستجيب بالميل نحو الاشعة حتى ولو بلغت من حيث الضعف جزءا من ألف جزء من القمر في حالما كونه بدرا ، هدى النبات أيضا الى أن يقوم بظاهرة التمثيل الضوئي او ظاهرة الانتماء الارضي (وهو توجه الساق الى اعلى رقم جاذبية الارض).
بل تصور جسمك انت : هذا الذي تعمل فيه عشرات الملايين من الاجهزة المختلفة ، فهل هي تعمل بادارتك ، هل انت تحرك قلبك هل انت تخطط للدورة الدموية ، هل انت تهدي كبدك الى العمل؟ هل الخلايا تقوم باعمالها حسب ارادتك وعلمك؟
من يهدي الكبد الى القيام بخمسمائة عملية كيماوية في وقت واحد؟
انه ربنا الذي اعطى كل شيء «خلقه ثم هدى»؟
هذا هو الوحي الذي زود به الخالق كائنات الطبيعة ..
وهذه الهداية التكوينية التي ترافق كل شيء في الحياة فترسم له خطة الحياة ومنهج العمل والاستمرار والحركة.
فالقرآن يدعو الى التأمل في كائنات الطبيعة .. وقراءة آيات الكون ويحث على الفكر والتدبر .. لأنه كتاب الحياة .. ولأنه هو الكتاب التشريعي الذي يكشف عن قوانين الطبيعة والحياة.
من هنا كان احسن اسم لهذا الكتاب هو (القرآن) من القراءة ..
وكان أول كلمة منه داعبت اذن النبي محمد (ص) وهتفت بالانسان :
(اقْرَأْ .. بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ .. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ .. اقْرَأْ .. وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)»
كلمات .. قراءة .. وخلق الانسان .. وعلق .. وعلم .. وقلم ..