ومن الفساد الذي أحدثوه بعد رسول الله ص وآله تغيير أحكام الله عمدا وعلنا مثل ما اختلقه ابو بكر من حديثه (نحن معاشر الانبياء لا نورث) حتى منع الزهراء ارثها ونحلتها من فدك.
ومثل قول عمر على رؤوس الاشهاد ثلاث كنا على عهد رسول الله حلالا وأنا أحرمهن وأعاقب من فعلهن (متعة الحج. ومتعة النساء. وحي على خير العمل) في الاذان. وقد نفذ تحريمهن واستمر ذلك حتى عصرنا الحاضر وهنا العجائب.
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
والفساد في الارض ألوان شتى ، تتبع كلها الفسوق عن كلمة الله ، ونقض عهد الله ، وقطع ما أمر الله به أن يوصل. ورأس الفساد في الارض هو الانحراف عن منهج الله عزوجل الذي اختاره ليحكم فيه بين عباده ، فيصونهم ويصلح شأنهم. وهذا مفرق الطريق الذي تقهقر فيه الناس وانتهوا الى الفساد حتما. فما يمكن أن يصلح أمر العباد في الارض الا بالرجوع الى منهج الله وأحكامه وتطبيقه كاملا.
واذا انقطعت العروة بين الناس وربهم على هذا النحو ، فهو الفساد الشامل للنفوس والاحوال وهو الملك للحرث والنسل. وانه الهدم والشر والفساد حصيلة الفسوق عن طريق الله والخروج عن حدوده التي حددها لعباده. فقال عزوجل :
(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) س ٤ آية ١٣
وبذلك استحق كل من غير وبدل وخان العهد وقطع الرحم أن يضلهم الله تعالى ويهدي عباده الثابتين المخلصين الذين ما غيروا ولا بدلوا تبديلا.
(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢٨))