الحبيب ، وليست مرة واحدة ولا فلتة عابرة ، انما هو أصل وحقيقة ، وعنصر في هذا التصور العجيب الحبيب.
في هذا التصور الاصيل. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا).
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ) (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ).
وعجبا لقوم يمرون على هذا كله. وهم عن أهدافه غافلون معرضون لاهون. وهنا ـ في صفة العصبة المؤمنة المختارة لهذا الدين ـ يرد ذلك النص العجيب : (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) ويطلق شحنته كلها في هذا الجو. الذي يحتاج اليه القلب المؤمن. وهو يضطلع بهذا العبء الشاق. شاعرا انه الاختيار والتفضل والقربى من المولى المنعم الجليل لعبده المحتاج الفقير. (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ. أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ. يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ).
فالجهاد في سبيل الله. لا في سبيل هواهم وشهواتهم. ولا في سبيل قوميتهم ووطنهم. بل لتحقيق منهج الله واعلاء كلمة الله. واعلان سلطانه على خلقه وتحكيم شريعته في الحياة. لتحقيق الخير والصلاح بين العباد أجمع. هذه هي صفة العصبة المؤمنة المختارة لتقرير سلطان الله. وتنفيذ شريعته. وتحقيق الخير لعامة المخلوقات مدى الحياة.
فهاهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم .. وفيم الخوف من لوم الناس وهم قد أحرزوا بجهادهم رضا الله ومحبة الله لهم. وفيم الوقوف عند مألوف الناس. وعرف المجتمع الفاسد لا يسبب قلب الحقائق.