(لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ. وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَواشٍ) يا له من موقف هائل مرعب تهلع منه القلوب والظالمون هم المجرمون. والمجرمون هم المشركون. والمشركون هم المكذبون بآيات الله والمكذبون لا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٤٢) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣))
ـ البيان : (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) أنى للغل مكان في قلوب المؤمنين المصدقين. فالعلم الحقيقي والتقوى الصحيح يطهران الصدور من كل شين وريب ومتى يبقى في القلوب المضيئة بالايمان ان يبقى فيها قذارة حتى يسكنها غل أو حسد أو بغضاء لأولياء الله حاشاها.
(وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (٤٤) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ (٤٥))
ـ البيان : ففي هذا السؤال من السخرية والتوبيخ ما لو نزل على الحديد لأذابه. ان المؤمنين على ثقة تامة من تحقيق ما وعدهم ربهم وما هم صائرون اليه بعد هذه الحياة. فهل المكذبون على ثقة تامة من صحة ما يدعون وما به يكذبون أنى لهم هذا (إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ) فما يؤمن بالآخرة أحد ويستيقن انه راجع الى ربه وان منتهى أمره الى النار الى العصيان. ثم يعصي ويصد عنى سبيل الله. ويحيد عن نهج الله وشرعه قيد شعرة. وهذا هو التصور الحقيقي للنفوس المطمئنة