لابراهيم (ع) وكذلك هذا السحر الذي يفرقون به بين المرء وزوجه ، فلا يترتب هذا الاثر الا باذن الله تعالى وارادته ، وهو قادر على أن يوقف هذه الخاصية فيه حينما تريد الحكمة الالهية ذلك. وهكذا بقية الاسباب والمسببات ، فكل مؤثر قد أودع خاصية التأثير باذن الله اثباتا ونفيا وجودا وعدما. فالمؤثر يفعل أثره باذن الله تعالى ، ويمكن أن يوقف مفعوله كما اعطاه حين يشاء ذلك. ثم يقرر القرآن المجيد حقيقة ما يتعلمون وما يفرقون به بين المرء وزوجه : انه شر عليهم لا خير. ولقد علموا ان الذي يمارس هذا العمل من فاعل ومفعول : ما له في الآخرة من خلاق. وينطبق هذا الحكم من الله تعالى على من مارسه في الزمان السابق وفي كل عصر لاحق حتى الابد.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥)
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧)
أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠))
يتجه الخطاب في مطلع هذه الآيات الى (الَّذِينَ آمَنُوا) فيناديهم بالصفة التي تميزهم ، والتي تربطهم بخالقهم ونبيهم ، والتي تستجيش في نفوسهم الاستجابة والتلببية لمولاهم.