أخذوه من الدنيا بدلا. فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه. يقطعون به ايام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في اسماع الغافلين.
ويأمرون بالقسط ويأتمرون به. وينهون عن المنكر ويتناهون عنه ، فكأنما قطعوا الدنيا الى الاخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك ، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه. وحققت القيامة عليهم عداتها. فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا. حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس. ويسمعون ما لا يسمعون)
(هذا صراط علي المستقيم. (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) ليس له الى أغوائهم ولا الى اطاعته سبيل. بعد معرفتهم الحقيقة والتمسك بها مهما كلفهم الامر وعرفوا عداوته لهم فاتخذوه عدوا واستعانوا عليه بخالقهم فأعانهم وحرسهم وحماهم منه. وزادهم بصيرة وايمانا ويقينا. فأصبحوا منه في حمى وحصن حصين وان الله عزوجل تكفل أن يكفل من استكفله. ويجير من استجار به من كل خوف.
ان الشيطان لا يتلقف الا الشاردين. كما يتلقف الذئب الشاردة من القطيع. فاما من يعتصم بالله ويستخلص له. فالله لا يتركه للضياع (ألا ان جار الله آمن. وعدّو خائف) كما يقول امير المؤمنين (ع)
(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٤٥) ادْخُلُوها بِسَلامٍ آمِنِينَ (٤٦) وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (٤٧) لا يَمَسُّهُمْ فِيها نَصَبٌ وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ (٤٨) نَبِّئْ عِبادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٤٩) وَأَنَّ عَذابِي هُوَ الْعَذابُ الْأَلِيمُ (٥٠)
(وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ