عميق المعنى. عجيب التعبير ، فماذا يشير اليه هذا القول : (وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ) : انه يوحي بان الحق عميق في تصميم هذا الوجود. عميق في تكوينه. عميق في تدبيره. عميق في مصير هذا الوجود وما فيه. ومن فيه. عميق في تصميم هذا الوجود. فهو لم يخلق عبثا ، ولم يكن جزافا ، ولم يتلبس بتصميمه الاصيل خداع ولا زيف ولا باطل : (بل هو الحق المبين).
عميق في مصيره. فكل نتيجة تتم وفق تلك النواميس الثابتة العادلة. وكل تعبير يقع في السموات والارض وما بينها يتم بالحق وللحق. وكل جزاء يترتب يتبع سنة الله التي لا تحابى.
ومن هنا يتصل الحق الذي خلق الله به السموات والارض وما بينهما. بالساعة الاتية لا ريب فيها. فهي آتية لا تتخلف. وهي جزء من الحق الذي قام به الوجود. فهي في ذاتها حقيقة. وقد جاءت لتحق الحق (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) ولا تشغل قلبك بما يفعلون. فالحق لا بد ان يحق (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) الذي خلق ويعلم ما خلق ومن خلق. والخلق كله من ابداعه. فهو فيه أصيل وما عداه باطل مزيف يذهب فلا يبقى الا ذلك الحق الكبير. وتلك الرسالة التي جاء بها الرسول الامين : (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ).
والمثاني : الارجح هي سورة الفاتحة ـ لانها سبع آيات ، كما ورد في الاثر عن سادة البشر.
عن امير المؤمنين (ع) : بسم الله الرحمن الرحيم. آية من فاتحة الكتاب ـ ومن كل سورة ـ وهي سبع آيات تمامها بسم الله