واضحة وسلطانه قوي. فهو يستمد حجته من آيات الله في الكون. ومن آياته الخاصة معه. وانما لجأ فرعون الى اتهام موسى انه ساحر (قالَ أَجِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى).
وهكذا طلب فرعون الى موسى تحديد موعد للمباراة مع السحرة وترك الخيار له : (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) (قالَ لَهُمْ مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ.) والكلمة الصادقة تلمس بعض القلوب وتنفذ فيها. ويبدو ان هذا الذي كان فقد اثر أثره. واخذ السحرة يجادلونهم همسا (فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) وقد ملئت قلوبهم خوفا وهلعا فقد خيروا موسى في الالقاء. (قالَ بَلْ أَلْقُوا) (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّها تَسْعى ..) قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب (ع) لم يوجس موسى (ع) خيفة على نفسه. بل خاف غلبة الجهال)
(فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (٦٧) قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (٦٨) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (٦٩) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى (٧٠) قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى (٧١)
قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى (٧٦))
البيان : (قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى) فمعك الحق والحق يعلو ولا يعلو عله. معك العقيدة الصادقة. معك الايمان الصحيح وانت متصل بالقوة التي لا تغلب ولا تقهر. (أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) فهو سحر ومكر وحيلة فيذهب امام الحق هباء منثورا.