العزل والنفي ومنع القرب منه وله اما الموعد الاخر فهو موعد العقوبة والجزاء عند الله عزوجل (إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) (و (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ) كذلك القصص الذي اوحينا اليك بشأن موسى (ع) ويرسم للمعرضين عن هذا الذكر ـ ويسميهم المجرمين ـ مشهدا في يوم القيامة. فؤلاء المجرمون يحملون اثقالهم كما يحمل المسافر أحماله. فيا لها من سوء الأحمال.
(يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ .. زُرْقاً) فالمجرمون يحشرون زرق الوجوه من الفزع والهلع يتخافتون بينهم الحديث. ويزيد مشهد الهول بروزا بالعودة الى السؤال لهم عن الجبال ما يكون شأنها (فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً) ويتجلى هذا المشهد الرهيب عند مشاهدة الجبال قاعا صفصفا خال من كل اعوجاج وتسكن وتنصت الجموع المحشودة المحشورة للواحد القهار.
(يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (١٠٨) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (١٠٩) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (١١٠) وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً (١١١) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً (١١٢))
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً (١١٣) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (١١٤) وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً (١١٥))
البيان : (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ) لقد غمرت الساحة التي لا يحدها البصر رهبة وصمت وخشوع. فالكلام همس والسؤال تخافت. والخشوع خوف. والوجوه عانية. ولا شفاعة الا لمن ارتضى الله قوله. والظالمون يحملون ظلمهم. والاتقياء مطمئنون آمنون فلا