(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ (١١) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (١٣) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (١٤) مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ (١٥))
البيان : ان العقيدة هي الركيزة الثابتة في حياة المؤمن ، تضطرب الدنيا من حوله فيثبت هو على هذه الركيزة ، وتتجاذبه الاحداث والدوافع فيثبت هو كالصخرة التي لا تتزعزع. وتتهاوى من حوله الاسناد فيستند هو الى القاعدة التي لا تحول ولا تزول.
هذه هي قيمة العقيدة في حياة المؤمن. ومن ثم يجب أن يستوي عليها متمكنا منها واثقا بها. لا يتلجلج فيها. ولا ينتظر عليها جزاء الا على تفسخ القلب للنور. وطلبه الهدى. ومن ثم يهبه الله العقيدة ليأوي اليها. ويطمئن بها. هي في ذاتها جزاء يدرك المؤمن قيمته حين يرى الحيارى الشاردين من حوله تتجاذبهم الرياح. وتتقاذفهم الزوابع.
اما ذلك الصنف من الناس الذي يتحدث عنه السياق فيجعل العقيدة صفقة في سوق التجارة (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ) (وان أصابته فتنة انقلب على عقبيه).
والمؤمن لا يجرّب خالقه فهو المستسلم لأمره الراضي بقضائه ان أعطى او منع وان عافى أو أبلى.
والذي ينقلب على وجهه عند الامتحان يخسر الطمأنينة (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ) وهم الثابتون في كل حالة وابتلاء. (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) فعليه ان يفتش على من ينصره من بعد الله وليحتمي به والذي ييأس في