بقية من خير. يريد الله ان يجرد الشر منها ليتمحض الشر خالصا. ويذهب وحده هالكا في غمار الدمار.
قد يبطىء النصر لان البيئة بعد لم تصلح لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الامة المؤمنة. فلو انتصرت حينئذ ، للقيت معارضة لا يستقر لها قرار. فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر. وهذا ما حصل بعد وفاة رسول الله ص وآله مباشرة ودعا امير المؤمنين وامام المتقين علي بن ابي طالب (ع) للسكوت عن أهل السقيفة.
ولذا قال لفاطمة الزهراء (ع) ـ حينما عاتبته على جلوسه في بيته ـ والله لو خرجت اليهم بسيفي هذا لارتد القوم وخدعوا الناس فتبعتهم وعادت الاصنام الى جوف الكعبة وتولى الامارة ابو سفيان عدو الانسانية والاسلام. وحينئذ تكون المصيبة على الدين اشد وأدهى مما هو فيه. فقالت (ع) قد رضيت بكل اصابتي لبقاء دين الله تعالى
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ..) فحققنا لهم النصر وثبتنا لهم الامر فأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وعبدوا الله مخلصين له الدين. فوعد الله المؤكد الوثيق المتحقق الذي لا يتخلف هو ان ينصر من ينصره. فمن هم هؤلاء الذين يعدهم الله بالنصر على وجه التحقيق. فالنصر يجب أن يقوم على اسبابه. من انتصار الحق والعدل. والنصر له سببه وله ثمنه وله تكاليفه. وله شروطه. فلا يعطي لأحد جزافا أو محاباة. ولا يبقى لاحد لا يتحقق مقتضاه.
(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ (٤٢) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ