لُوطٍ (٤٣) وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (٤٤) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥))
البيان : فالسنة المطردة في الرسالات كلها. قبل رسالة خاتم الرسل ص وآله. ان يجييء الرسل بالآيات فيكذب بها المكذبون. فليس الرسول ص وآله. بدعا من الرسل حين يكذبه قومه. والعاقبة معروفة. والسنة مطردة (فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ..) (وبعد الاستعراض السريع لمصارع اولئك الاقوام يعمم في عرض مصارع الغابرين : (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ) (فهي كثيرة تلك القرى التي اوهلكت بظلمها. فهي داعيا الى التأمل في صورتها الخالية. وصورتها البادية. والربوع الخربة الموحشة فهي عبرة للمعتبرين.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (٤٦) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٤٧) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (٤٨) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١))
البيان : ان مصارع الغابرين حيالهم شاخصة موحية ، تتحدث بالعبر. وتنطق بالعظات. (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ) فيروها فتوحى لهم بالعبرة. وتنطق لهم بلسانها البليغ. وتحدثهم بما تنطوي عليه من عبر (فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) فتدرك ما وراء هذه الآثار الدوارس من سنة لا تتخلف ولا تتبدل (أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) فتسمع احاديث الاحياء عن تلك الدور المهدمة. والآبار المعطلة. والقصور الموحشة. أفلم تكن لهم قلوب. فانهم يرون ولا يدركون. ويسمعون ولا يعتبرون (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).