نقصوا كما فعلت اليهود والنصارى في التوراة والانجيل واضافوا ذلك الى الشيطان لانه لقنهم بغروره هذه الزيادة.
(فَيَنْسَخُ اللهُ) ما القى الشيطان الى اعداء الله من الزيادة. اي يزيله ويدحضه بظهور حججه. وقد خرج هذا على وجه التسلية للنبي ص وآله. لما كذب المشركون عليه واضافوا الى تلاوته من مدح آلهتهم ما لم يكن فيها (عن مجمع البيان. (لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) اي ليكشف بذلك خبايا ما يضمره اعداء الله في نفوسهم من الزيغ والانحراف فيتمسكوا بما اضافه الشيطان على لسان أوليائه لما نزل من عند الله. وينكشف حالهم عند المؤمنين الصالحين فلا ينخدعوا بعد بظواهرهم (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ) (يعني الموت وهناك يلاقوا العذاب الشديد).
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (٥٦) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (٥٧) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٥٨) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (٥٩) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (٦٠))
البيان : الهجرة في سبيل الله هي تجرد من كل ما تهفو له نفس الانسان ومن كل ما تعتز به وتحرص عليه : الاهل والديار. والوطن والذكريات. والمال وسائر اعراض الحياة. وايثار العقيدة في هذا كله ابتغاء رضوان الله. وتطلعا الى ما عنده وهو خير مما في الارض جميعا والهجرة كانت قبل فتح مكة وقيام الدولة الاسلامية هكذا. اما بعد الفتح فلم يبق الا الجهاد والعمل الصالح. وهو الجهاد الاكبر جهاد الشهوات ومخالفة الهوى.
(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (٦١) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ