(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) وهذه الاجابة المجملة تشي الروعة التي لا ينطق فيها الا بالكلمة الواحدة. فهذا هو موقف الشفاعة المرهوب.
(قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللهُ) الرزق مسألة واقعة في حياتهم رزق السماء من مطر وحرارة وضوء ونور. ذلك فيما كان يعرفه المخاطبون. ووراءه كثير من الاصناف آنا بعد آن. ورزق الارض من نبات وحيوان. وعيون ماء وزيوت ومعادن وكنوز وبلور؟؟؟.
(قُلْ لا تُسْئَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنا. وَلا نُسْئَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فلكل عمله. ولكل تبعته. ولكل جزاؤه. وعلى كل ان يتدبر موقفه. ويرى ان كان يقوده الى الفرح او الى البوار.
(قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبُّنا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (٢٦) قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ كَلاَّ بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢٧) وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٨) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٩) قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ (٣٠))
ـ البيان : ففي أول الامر يجمع الله بين أهل الحق وأهل الباطل. ليلتقي الحق والباطل وجها لوجه. وليدعوا اهل الحق الى حقهم. ويعالج الدعاة دعوتهم. وفي أول الأمر تختلط الامور وتتشابك ويصطرع الحق والباطل. وقد تقوم الشبهات امام البراهين. وقد يغشى الباطل على الحق. ولكن ذلك كله الى حين. ثم يفصل الله بين الفريقين بالحق. ويحكم بينهم حكمه الفاصل.
(قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ) وفي السؤال استنكار واستخفاف اروني اياهم من هم. وما قيمتهم وما صفتهم (بَلْ هُوَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ومن هذه صفاته لا يكون هؤلاء شركاء له.