ـ ٣٥ ـ سورة فاطر آياتها (٤٦) ست واربعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٢) يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٣) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٤) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ (٥))
البيان : تبدأ السورة بتقديم الحمد لله. فهي سورة قوامها توجيه القلب الى الله. وايقاظه لمراقبته. واستشعار رحمته وفضله. وتملي بدائع صنعه في خلقه. والحمد والابتهال اليه. (فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) فهو منشىء هذه الخلائق الهائلة التي نرى بعضها الضئيل. الصغير. التي أقربها الينا أصغرها حجما وهي أمنا الارض. التي ينتظمها ناموس واحد يحفظها في تناسق وتوافق. على ما بينها من ابعاد وأفلاكها ومداراتها تحتوي على أسرار لا يعلمها الا خالقها.
(جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ) لأول مرة ـ فيما مرّ بنا من القرآن المجيد. نجد وصفا للملائكة يختص بهيئتهم. وقد ورد وصفهم من قبل من ناحية طبيعتهم ووظيفتهم. اما هنا فنجد شيئا يختص بتكوينهم الخلقي (أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) وهو وصف لا يمثلهم للتصور لاننا لا نعرف كيف هم ولا كيف أجنحتهم هذه. ولا نملك الا الوقوف عند هذا الوصف دون تصور معين لهم.
(يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) يقرر هنا طلاقة المشيئة. وعدم تقيدها بشكل خاص.
(ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها. وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ).